سياسة لعبة الشطرنج تعتمد على هلاك الجميع وبقاء الملك ،
يعنى بقاء الملك مهما كانت التضحيات , و لكن الآن نجد أن سياستها تغيرت
فهي لم تعد هجوما و دفاعا بين طرفين لحماية الملك ليحافظ على رقعته ، لقد
تغيرت الاستراتيجية لحماية الملك ,
فكيف تدار اللعبة الآن ؟
الرقعة هي مصر ،
الجنود او العساكر أصبحوا يملأون الفضائيات و هم خط الدفاع الأول منهم من
يدافع عن الملك و منهم من يتم التضحية به لحماية الملك ،
أما القلاع
الحصينة فهي اتباع النظام و المستفيدين منه , و قد شبهت بالقلاع الحصينة
او الطابية لأنها تعتبر من اقوى و اضعف فى نفس الوقت قطع على الرقعة ,
تتحرك بصعوبة و لكنها محصنة فى ركن الرقعة ، اقوى فى نفوذها و سيطرتها على
مفاصل الدولة , و أضعف لأنها سلسلة لو كسرت حلقة منها , كسرت كل السلسلة .
و الفيلة هم أصحاب رؤوس الأموال و رجال الأعمال المستفيدين من فساد
النظام , و هم لا يسيرون فى خط مستقيم , و لا يغيرون اسلوبهم , من يسير على
المربع الابيض يبقى على الخط الابيض و من يسير على المربع الاسود يبقى على
المربع الأسود ،
و رجال السياسة هم الفرسان الذين لا زالوا يتدربون على ركوب الحصان الذى يقفز لتخطى الموانع و دائما فى موضع المهاجم ،
و الوزير على رقعة الشطرنج هو المسئول عن حماية الملك , يتحرك فى كل
الاتجاهات و له كل الصلاحيات , خلى بالك لو تم التخلص من الوزير من الممكن
ترقية عسكرى فى اللعبة ليصبح وزيرا , يعنى الوزير لو كارت اتحرق نرقى عسكرى
و نخليه وزير جديد و اكيد بعد ضعف الجيش المقابل هايتحرك اسهل ,
أما
من بيده إدارة اللعبة فهم شخصان , يعنى اللى بيتحكم فى كل القطع على رقعة
الشطرنج شخصين يحركون كل القطع , لو شخص اذكى من التانى هايتوقع حركته
القادمة , و هايكون بيلعب بخطة معينة لينهى اللعبة و ينقذ ملكه , ممكن
الخطة دى تتغير حسب طريقة لعب الشخص اللى قدامه , ممكن يخسر قطع فى الخطة
دى لأن الشخص الآخر لعب بطريقة غير متوقعة , بس المهم انه يحمى الملك بتاعه
, المهم يبقى عنده خطط بديلة , لأن الشخص اللى قدامه ممكن يكون بيقرأ
افكاره برضه و بيعمل خطط مضادة , ممكن يرمى فيل يضحى بيه علشان يقتل الوزير
بتاع الشخص التانى او يخرجه برة الرقعة , ممكن يلفت نظرك لأنك تاكل عسكرى
يرميه طعم علشان يقولك كش ملك , مش مشكلة لو ضحى بكارت من كروت اللعبة زى
الطابية او الحصان , علشان يبعدك عن الملك , مش مشكلة لو دخل الحصان فى وسط
جيشك يتحرك و يقتل و يسحل فى جيشك لحد ما يموت طبعا الحصان اللى هو رجال
السياسة المساعدين للنظام , يدخل فى وسط جيشك يخلخل دفاعاتك و يخترقك و مش
لازم يموتك بايده بس يدفعك لطريق تموت فيه ,
ما يهموش فى حاجة المهم انك تكون بعيد عن الملك مهما ضحى حتى لو بكل القطع ,
فى لعبة الشطرنج العساكر هم خط الدفاع الأول , تحركاتهم محدودة , بس خلى
بالك تانى ممكن العسكرى يبقى وزير مسئول عن حماية الملك , يعنى العسكرى لو
اثبت جدارته و وصل لآخر الرقعة من حقه يبقى وزير طالما الوزير كارت اتحرق
او خرج من اللعبة , و ساعتها بعد ما كانت تحركاته محدودة , هايتحرك زى ما
هو عايز , بس بأمر اللى بيحركه من خارج الرقعة .
كانت الخطة هي الإطاحة بالثورة و الثورة هيا الملك و نظام مبارك الملك التانى على الرقعة ,
فتم قتل بعض الجنود أي بعض الثوار و حبس بعضهم و نفى و تشويه بعضهم ، و
لازال السعي للإطاحة بالباقي ، ومن ثم تتدخل القلاع الحصينة للثورة المضادة
بفتات المطالب لتقوم باحتضان هذا الشعب و مساعدته بايهامه بأنه يأخذ حقوقه
من جنود انتقلت إلى رحمة الله ، أو من البديل الذي تم اختياره كجندي يسد
ثغرة لحين ميسرة ، و طلبت من الفيلة أن تجلس ساكنة لركود الاقتصاد ، و
بعثوا بالفرسان لينطقوا بما يثير الشعب و يجعلوه قابع في القلاع لا يخرج
منها أبدا ، و تناسى الفرسان أن هذه القلاع مجرد مبان لتغييب وعى الشعب و
تناسوا أنهم جزء من هذا الشعب، و لا زال النظام يحرك الجميع و يمضي في رسم
الخطط و تغييرها لأنه يعلم أنه عند نهاية أي خطة يجب ان تكون هناك خطة
بديلة ,
من الآخر كله يسعى لحماية ملكه مهما كانت التضحيات , النظام
يسعى لحماية نفسه و الثورة تسعى لحماية نفسها و كل يسعى للقضاء على الجيش
الآخر نهائيا ليفوز .
دلوقتى فيه سؤالين
الأول : بما أن فكرة اللعبة تغيرت ، كيف يمكن لنا أن نلعب معهم ونحول أنفسنا على الرقعة من من الدفاع الى الهجوم ؟
لأن فى مبادئ الشطرنج خير وسيلة للدفاع هى الهجوم ,
لحد دلوقتى هما فارضين علينا طريقة اللعب , بس ممكن نفرض اسلوبنا عليهم
بسهولة , لو اتحركنا صح و قدرنا نقرأ دماغهم و تفكيرهم فيها ايه .
و
الثاني هل سيكون هناك ثورة قريبا تقضي على ما تبقى من النظام و نلم شتات
القطع من الرقعة لتنظيم الصفوف و عمل هجوم شامل على الجيش المضاد ؟ أم
نكتفي بما حدث لنا و نستسلم ؟
روبا بيكيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق