اهم ثورات مصر عبر التاريخ منذ العصر الفرعونى و حتى ثورة يوليو فى العصر الحديث
=================================================
مصر يا مهد الثورات . عظيمة يا مصر يا ارض الحرية و الكرامة
----------------------------------------------------------------
اذا تصفحنا تاريخ مصر الطويل، فاننا نجده حافلا بالثورات على المحتلين
الثورة الأولى
=======
'لمناسبة جلوس بيبي الثاني على العرش في طفولته كانت مدة حكمه طويلة فقد قال مانيتون أن هذا الملك تولى في السنة السادسة وعاش مائة سنة.... وعليه فحكم هذا الملك أطول الأحكام في التاريخ.... والثابت أن الحوادث التي حصلت بعد وفاة بيبي الثاني ماتزال غامضة تصعب علينا معرفتها.... وهكذا بعدما حكمت حكومة نظامية لمدة تزيد على ألف سنة رجعت الحال إلى أصلها من الفوضى وعدم النظام'
وقد وصف المؤرخ المصري الكبير سليم حسن هذه الثورة بأنها كالثورة الشيوعية تماما ـ قد حطمت وهدمت كل شيء..
اما هذه الصرخة فهي تحفة ادبية كتبها هذا المؤرخ وهو يصف حال مصر للملك العجوز بيبي الثاني.. يقول له: ان الناس قد جاعت وماتت من الجوع. ولان الناس عاجزون عن دفن موتاهم فقد نشطت صناعة الدفن.. والعاجزون عن الدفن كانوا يلقون الجثث في النيل حتى اصبحت التماسيح ضخمة بسبب هذه الجثث.. ولم يعد يستورد خشب الارز من لبنان لصناعة التوابيت.. وهجم الناس على قبور الملوك.. وهجموا على طعام الخنازير فلم يعد احد يجد طعاما.. وانقلبت الاوضاع في المجتمع.. ولم يعد احد يضحك.. وحتى الأمهات لم يعدن ينجبن.. والمرأة التي كانت ترتدي الكتان تمشي ممزقة.. والتي كانت تملك المرايا لم تعد ترى وجهها الا على سطح الماء.. ولم يعد احد يحترم الكبير ولا العالم ولا رجل الدين ولا ابويه..
وكان الناس يقولون: يا ليتنا متنا قبل هذا.. وكان الاطفال يقولون: ولماذا اتوا بنا.. واللصوص صاروا اغنياء.. ولم يعد احد منهم في حاجة الى ان يتزوج.. ففي فراشه كثيرات من بنات العائلات الغنية من اجل الطعام والشراب والمأوى.. ولا احد يخاف من رجال الأمن ولا النبلاء ولا الكهنة ولا الاسر المالكة.. كلها لم يعد لها وجود.. انها تتواري او تهرب او تلقي بنفسها في النيل..
ولكن التاريخ لم يقل لنا بعد ذلك أي بعد قرنين من الزمان ماذا حدث في مصر. وكيف استقامت الاوضاع وكيف استأنف الفراعنة البناء والحياة والإنتاج واستقر الحكم وعادت الآلهة الى مكانها الرفيع من قلوب الناس وعقولهم.
انها اكبر وأوسع وأعظم ثورة في التاريخ سجلها اديب شاعر مفكر لم نجد لها نظيرا في ألوف السنين بعد ذلك!
. هذه هي أقدم ثورة اجتماعية شاملة نملك قيوداً عنها'.
الثورة الثانية
========
انها كانت حركة قومية يمكن ان توصف بأنها" ثورة" هى تلك الحركة التى تزعمها ثلاثى فراعنة الاسرة السابعة عشرة، والتى كان هدفها طرد الرعاة او "الهكسوس " من مصر، بعد أن حكموها حوالى قرن ونصف او قرنين, وبدأت حرب الاستقلال الأولى هذه حتى سنة 1580 ق.م، فانتهت بافناء فريق من الهكسوس وطرد فلولهم الباقية على يد فرعون " احمس" الذى انشأ الاسرة الثامنة عشرة. وهكذا كللت بالنجاح التام والنصر المبين اول ثورة نشبت فى مصر على الغريب الغاصب.
ثورات أخرى
========
- وفى عهد الأسرة العشرين، غزت القبائل القادمة من الشرق، والقبائل حليفتها القادمة من الغرب، أرض الدلتا واستقرت فيها مدة من الزمن ولكن السكان ثاروا عليهم، وتم اجلاؤها عن مصر الى الشرق والى الغرب، فى اواخر القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وكانت هذه الثورة الثانية صورة مصغرة للثورة الأولى على الهكسوس.
- وحدث فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، ان انقلبت مصر مسرحا لحوادث لم يذكر التاريخ مثيلا لها فى بلد آخر : فقد غزا الاثيوبيون الوجه القبلى وغزا الاشوريين الوجه البحرى، وجعل هؤلاء واولئك يتقاتلون على ارض مصر
و وقف الشعب المصرى يتفرج عليهم حتى ضعف الفريقان، فانقض المصريون على الاثيوبيين وعلى الاشوريين معا، وطردوهم من بلادهم، وعادت لمصر سيادتها فى عهد ابسماتيك الأول " 650-610 قبل الميلاد".
- وتدفقت جحافل الفرس على مصر فاحتلتها وضمها قمبيز الى امبراطوريته سنة 525 قبل الميلاد، وظلت مصر خاضعة لحكم الفرس حتى سنة 331 أى نحو مائتى سنة، وسمى المصريون القدماء عهد الحكم الفارسى "عهد الويلات " .
وعمدوا الى الثورة اكثر من مرة لخلع ذلك العدو الثقيل، وتحالفت معهم الشعوب المجاورة التى غزاها الفرس او ارهقوها، كالليبيين والفينيقيين والأغريق وغيرهم وتم النصر للمصريين فى النهاية فطردوا الفرس ووحدوا دولتهم... نتيجة لثوارتهم المتواصلة!
الرومان
=====
ولما احتل الاسكندر القطر المصرى، ثم خلفه بطليموس واسرته على عرش مصر، لم يلجأ المصريون الى الثورة للتخلص من اولئك الاجانب، الذين انتهى حكمهم بموت كليوباترا الاخيرة فى سنة30 قبل الميلاد، ولعل السبب فى ان المصريين لم يثوروا على الاغريق هو شعورهم يومئذ بالضعف من ناحية، ومن ناحية أخرى امتزاج الأغريق بالبيئة المصرية وما بذلوه من جهد صادق لكى "يتمصروا" بعاداتهم وتقا يدهم ودينهم لكن المصريين ثارو على الرومان بعد ان انهار عصر البطالسة واصبحت مصر ولاية رومانية: ثاروا لاسترجاع حريتهم كأمة تريد ان تحكم نفسها بنفسها. وثار المسيحيون منهم على مضطهديهم الرومانيين وكان الرومانيون يخمدون ثورات المصريين بالحديد والنار.
بعد الفتح الاسلامى
============
فتح العثمانيون مصر بقيادة السلطان سليم سنة 1517 فقابل المصريون هذا الفتح بثورة ارادوا بها المحافظةعلى استقلالهم وفشلت الثورة وثبت العثمانيون اقدامهم فى وادى النيل، ولكن الى حين فقد ثار المصريون على الترك فى سنة 1589، وفى سنة 1609 وثاروا فى سنة 1623 وسنة 1660 وسنة 1707.. ثاروا كلما سنحت لهم الفرص، للاستقلال بالحكم، اما باعطائه لواحد منهم، واما باعادة واحد من الحكام المماليك الذين قهرهم الترك والذين كان المصريون يعدونهم اقرب اليهم من الحكام القادمين من الاستانة .
الفرنسيون
=======
غير ان المماليك الذين تعصب لهم المصريين ضد الترك لم يكونوا عند حسن الظن بهم، فقد اساءوا التصرف وراحوا يتطاحنون على السلطة فيما بينهم، وسهل على الفرنسيين الانتصار عليهم عندما اقبل الجنرال بونابرت على رأس الحملة الفرنسية سنة 1798 وقد دام احتلال الفرنسيين ثلاثة اعوام ثار خلالها المصريون بضع مرات .
كانت المرة الأولى على اثر دخولهم القاهرة , ولكن الثورة منيت بفشل ذريع لانها لم تقم على اساس من التنظيم، وأشد منها خطرا كانت ثورة 1800 فى عهد الجنرال كليبر. ولمعت فى ثورات مصر على الفرنسيين اسماء عمر مكرم، ومحمد كريم، والسيد المحروقى، وجرجس الجوهرى والحاج مصطفى البشتيلى وغيرهم من قادة الشعب وانقض الثائر سليمان الحلبى على كبير الفرنسيين الجنرال كليبر وقتله.
محمد على وأسرته
============
وهل كان استيلاء محمد على الضابط فى الجيش العثمانى على السلطة فى مصر، وحصوله على فرمان التولية من السلطان، غير نتيجة لثورة المصرييين على الترك؟ فقد حاصروا الوالى التركى، ورفضوا الخضوع له، وانذروا الباب العالى بأنهم لن يرضوا بغير رجل واحد ليحكم فى القاهرةوهو الذى اختاروه بملء ارادتهم ذلك الرجل هو مؤسس الأسرةالتى جلس افرادها على عرش مصر قرنا ونصف قرن.
وهكذا ثار المصريون لكى يجيئوا بمحمد على حاكما عليهم وثاروا بعد قرن ونصف ليطردوا حفيد حفيده فاروق عن العرش، كما عمدوا مرارا فى خلال هذه المدة الطويلة الى التعبير عن امتعاضهم أو غضبهم او استنكارهم، لما كان يقدم عليه افراد الأسرة الحاكمة من أعمال تعسفيه.
غير ان الثورة التى كانت عواقبها حطيرة، هى ثورة احمد عرابى والجيش المصرى، سنة 1881 و1882 وسبب هذه الثورة ايضا ايثار العناصر غير المصرية على العنصر المصرى فى سلك الجنديةوفى سلك الادارةعلى السواء ومما يثير الدهشة ان المصريين الذين ثارواعلى الترك ليأتوا بمحمد على، ثاروا على حفيده توفيق لأنه كا يفضل عليهم الترك وغيرهم فيخصهم بالوظائف والمناصب والرتب والعطايا.
الانجليز
=====
قامت ثورة عرابى على الخديوى توفيق، واعتنم الانجليز الفرصة فتدخلوا فى شئونمصر بالاتفاق مع الخديوى نفسه فتحولت الحركة العرابية من ثورة على الجالس على العرش الى ثورة عليه وعلى الشعب والجيش.
وكان ما كان مما يعرفه القاصى والدانى والقريب والبعيد والكبير والصغير: دخل الانجليز مصر من الاسكندرية ومن قناة السويس، برضى الخديوى واعوانه واحتلوا القاهرة فى 15 سبتمبر 1882 بعد معركة التل الكبير التى هزم فيها المصريون بفعل الخيانه وفعل تفوق السلاح فى آن معا.. وكان بدء الاحتلال البريطانى البغيض!.
ولم يسكت المصريون ولم يرضوا بالذل ولم يخنعوا للنير: فقد ارتفعت اصواتهم منذ البدء بالاستنكار والاحتجاج وهبت مصر بقيادة مصطفى كامل للمطالبة بحريتها ولفت انظار العالم الى فظائع الاستعمار البريطانى وشاء القدر ان لا يعيش مصطفى ليواصل جهاده فتنقلب حركته الاستقلالية الى ثورة جامحة، فمات فى سنة 1909 فى الرابعة والثلاثين من العمر!
ولكن الثورة ظلت كامنة فى النفوس حتى اقبلت سنة 1919، فانطلقت من عقالها، ووقفت مصر باسرها وقفة رجل واحد تقول للانجليز: " اخرجوا من بلادنا!" والقت مص الثائرة فى ذلك الوقت بمقاليد أمورها الى سعد زغلول. ويمكن القول الآن ان نار تلك الثورة لم تخمد منذ ان اندلعت السنتها فى سنة 1919.
يوليو 1952
=======
وثورة الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952 ليست غير نتيجة محتومة لثورات مصر خلال آلاف السنين، ضد الغاضب الاجنبى ، وضد الحاكم المستبد، وضد الظالم الفاسد.. ففى 23 يوليو 1952، قبض الجيش المصرى على زمام الأمور ليعيدها الى نصابها،
=================================================
مصر يا مهد الثورات . عظيمة يا مصر يا ارض الحرية و الكرامة
----------------------------------------------------------------
اذا تصفحنا تاريخ مصر الطويل، فاننا نجده حافلا بالثورات على المحتلين
الثورة الأولى
=======
'لمناسبة جلوس بيبي الثاني على العرش في طفولته كانت مدة حكمه طويلة فقد قال مانيتون أن هذا الملك تولى في السنة السادسة وعاش مائة سنة.... وعليه فحكم هذا الملك أطول الأحكام في التاريخ.... والثابت أن الحوادث التي حصلت بعد وفاة بيبي الثاني ماتزال غامضة تصعب علينا معرفتها.... وهكذا بعدما حكمت حكومة نظامية لمدة تزيد على ألف سنة رجعت الحال إلى أصلها من الفوضى وعدم النظام'
وقد وصف المؤرخ المصري الكبير سليم حسن هذه الثورة بأنها كالثورة الشيوعية تماما ـ قد حطمت وهدمت كل شيء..
اما هذه الصرخة فهي تحفة ادبية كتبها هذا المؤرخ وهو يصف حال مصر للملك العجوز بيبي الثاني.. يقول له: ان الناس قد جاعت وماتت من الجوع. ولان الناس عاجزون عن دفن موتاهم فقد نشطت صناعة الدفن.. والعاجزون عن الدفن كانوا يلقون الجثث في النيل حتى اصبحت التماسيح ضخمة بسبب هذه الجثث.. ولم يعد يستورد خشب الارز من لبنان لصناعة التوابيت.. وهجم الناس على قبور الملوك.. وهجموا على طعام الخنازير فلم يعد احد يجد طعاما.. وانقلبت الاوضاع في المجتمع.. ولم يعد احد يضحك.. وحتى الأمهات لم يعدن ينجبن.. والمرأة التي كانت ترتدي الكتان تمشي ممزقة.. والتي كانت تملك المرايا لم تعد ترى وجهها الا على سطح الماء.. ولم يعد احد يحترم الكبير ولا العالم ولا رجل الدين ولا ابويه..
وكان الناس يقولون: يا ليتنا متنا قبل هذا.. وكان الاطفال يقولون: ولماذا اتوا بنا.. واللصوص صاروا اغنياء.. ولم يعد احد منهم في حاجة الى ان يتزوج.. ففي فراشه كثيرات من بنات العائلات الغنية من اجل الطعام والشراب والمأوى.. ولا احد يخاف من رجال الأمن ولا النبلاء ولا الكهنة ولا الاسر المالكة.. كلها لم يعد لها وجود.. انها تتواري او تهرب او تلقي بنفسها في النيل..
ولكن التاريخ لم يقل لنا بعد ذلك أي بعد قرنين من الزمان ماذا حدث في مصر. وكيف استقامت الاوضاع وكيف استأنف الفراعنة البناء والحياة والإنتاج واستقر الحكم وعادت الآلهة الى مكانها الرفيع من قلوب الناس وعقولهم.
انها اكبر وأوسع وأعظم ثورة في التاريخ سجلها اديب شاعر مفكر لم نجد لها نظيرا في ألوف السنين بعد ذلك!
. هذه هي أقدم ثورة اجتماعية شاملة نملك قيوداً عنها'.
الثورة الثانية
========
انها كانت حركة قومية يمكن ان توصف بأنها" ثورة" هى تلك الحركة التى تزعمها ثلاثى فراعنة الاسرة السابعة عشرة، والتى كان هدفها طرد الرعاة او "الهكسوس " من مصر، بعد أن حكموها حوالى قرن ونصف او قرنين, وبدأت حرب الاستقلال الأولى هذه حتى سنة 1580 ق.م، فانتهت بافناء فريق من الهكسوس وطرد فلولهم الباقية على يد فرعون " احمس" الذى انشأ الاسرة الثامنة عشرة. وهكذا كللت بالنجاح التام والنصر المبين اول ثورة نشبت فى مصر على الغريب الغاصب.
ثورات أخرى
========
- وفى عهد الأسرة العشرين، غزت القبائل القادمة من الشرق، والقبائل حليفتها القادمة من الغرب، أرض الدلتا واستقرت فيها مدة من الزمن ولكن السكان ثاروا عليهم، وتم اجلاؤها عن مصر الى الشرق والى الغرب، فى اواخر القرن الثانى عشر قبل الميلاد، وكانت هذه الثورة الثانية صورة مصغرة للثورة الأولى على الهكسوس.
- وحدث فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، ان انقلبت مصر مسرحا لحوادث لم يذكر التاريخ مثيلا لها فى بلد آخر : فقد غزا الاثيوبيون الوجه القبلى وغزا الاشوريين الوجه البحرى، وجعل هؤلاء واولئك يتقاتلون على ارض مصر
و وقف الشعب المصرى يتفرج عليهم حتى ضعف الفريقان، فانقض المصريون على الاثيوبيين وعلى الاشوريين معا، وطردوهم من بلادهم، وعادت لمصر سيادتها فى عهد ابسماتيك الأول " 650-610 قبل الميلاد".
- وتدفقت جحافل الفرس على مصر فاحتلتها وضمها قمبيز الى امبراطوريته سنة 525 قبل الميلاد، وظلت مصر خاضعة لحكم الفرس حتى سنة 331 أى نحو مائتى سنة، وسمى المصريون القدماء عهد الحكم الفارسى "عهد الويلات " .
وعمدوا الى الثورة اكثر من مرة لخلع ذلك العدو الثقيل، وتحالفت معهم الشعوب المجاورة التى غزاها الفرس او ارهقوها، كالليبيين والفينيقيين والأغريق وغيرهم وتم النصر للمصريين فى النهاية فطردوا الفرس ووحدوا دولتهم... نتيجة لثوارتهم المتواصلة!
الرومان
=====
ولما احتل الاسكندر القطر المصرى، ثم خلفه بطليموس واسرته على عرش مصر، لم يلجأ المصريون الى الثورة للتخلص من اولئك الاجانب، الذين انتهى حكمهم بموت كليوباترا الاخيرة فى سنة30 قبل الميلاد، ولعل السبب فى ان المصريين لم يثوروا على الاغريق هو شعورهم يومئذ بالضعف من ناحية، ومن ناحية أخرى امتزاج الأغريق بالبيئة المصرية وما بذلوه من جهد صادق لكى "يتمصروا" بعاداتهم وتقا يدهم ودينهم لكن المصريين ثارو على الرومان بعد ان انهار عصر البطالسة واصبحت مصر ولاية رومانية: ثاروا لاسترجاع حريتهم كأمة تريد ان تحكم نفسها بنفسها. وثار المسيحيون منهم على مضطهديهم الرومانيين وكان الرومانيون يخمدون ثورات المصريين بالحديد والنار.
بعد الفتح الاسلامى
============
فتح العثمانيون مصر بقيادة السلطان سليم سنة 1517 فقابل المصريون هذا الفتح بثورة ارادوا بها المحافظةعلى استقلالهم وفشلت الثورة وثبت العثمانيون اقدامهم فى وادى النيل، ولكن الى حين فقد ثار المصريون على الترك فى سنة 1589، وفى سنة 1609 وثاروا فى سنة 1623 وسنة 1660 وسنة 1707.. ثاروا كلما سنحت لهم الفرص، للاستقلال بالحكم، اما باعطائه لواحد منهم، واما باعادة واحد من الحكام المماليك الذين قهرهم الترك والذين كان المصريون يعدونهم اقرب اليهم من الحكام القادمين من الاستانة .
الفرنسيون
=======
غير ان المماليك الذين تعصب لهم المصريين ضد الترك لم يكونوا عند حسن الظن بهم، فقد اساءوا التصرف وراحوا يتطاحنون على السلطة فيما بينهم، وسهل على الفرنسيين الانتصار عليهم عندما اقبل الجنرال بونابرت على رأس الحملة الفرنسية سنة 1798 وقد دام احتلال الفرنسيين ثلاثة اعوام ثار خلالها المصريون بضع مرات .
كانت المرة الأولى على اثر دخولهم القاهرة , ولكن الثورة منيت بفشل ذريع لانها لم تقم على اساس من التنظيم، وأشد منها خطرا كانت ثورة 1800 فى عهد الجنرال كليبر. ولمعت فى ثورات مصر على الفرنسيين اسماء عمر مكرم، ومحمد كريم، والسيد المحروقى، وجرجس الجوهرى والحاج مصطفى البشتيلى وغيرهم من قادة الشعب وانقض الثائر سليمان الحلبى على كبير الفرنسيين الجنرال كليبر وقتله.
محمد على وأسرته
============
وهل كان استيلاء محمد على الضابط فى الجيش العثمانى على السلطة فى مصر، وحصوله على فرمان التولية من السلطان، غير نتيجة لثورة المصرييين على الترك؟ فقد حاصروا الوالى التركى، ورفضوا الخضوع له، وانذروا الباب العالى بأنهم لن يرضوا بغير رجل واحد ليحكم فى القاهرةوهو الذى اختاروه بملء ارادتهم ذلك الرجل هو مؤسس الأسرةالتى جلس افرادها على عرش مصر قرنا ونصف قرن.
وهكذا ثار المصريون لكى يجيئوا بمحمد على حاكما عليهم وثاروا بعد قرن ونصف ليطردوا حفيد حفيده فاروق عن العرش، كما عمدوا مرارا فى خلال هذه المدة الطويلة الى التعبير عن امتعاضهم أو غضبهم او استنكارهم، لما كان يقدم عليه افراد الأسرة الحاكمة من أعمال تعسفيه.
غير ان الثورة التى كانت عواقبها حطيرة، هى ثورة احمد عرابى والجيش المصرى، سنة 1881 و1882 وسبب هذه الثورة ايضا ايثار العناصر غير المصرية على العنصر المصرى فى سلك الجنديةوفى سلك الادارةعلى السواء ومما يثير الدهشة ان المصريين الذين ثارواعلى الترك ليأتوا بمحمد على، ثاروا على حفيده توفيق لأنه كا يفضل عليهم الترك وغيرهم فيخصهم بالوظائف والمناصب والرتب والعطايا.
الانجليز
=====
قامت ثورة عرابى على الخديوى توفيق، واعتنم الانجليز الفرصة فتدخلوا فى شئونمصر بالاتفاق مع الخديوى نفسه فتحولت الحركة العرابية من ثورة على الجالس على العرش الى ثورة عليه وعلى الشعب والجيش.
وكان ما كان مما يعرفه القاصى والدانى والقريب والبعيد والكبير والصغير: دخل الانجليز مصر من الاسكندرية ومن قناة السويس، برضى الخديوى واعوانه واحتلوا القاهرة فى 15 سبتمبر 1882 بعد معركة التل الكبير التى هزم فيها المصريون بفعل الخيانه وفعل تفوق السلاح فى آن معا.. وكان بدء الاحتلال البريطانى البغيض!.
ولم يسكت المصريون ولم يرضوا بالذل ولم يخنعوا للنير: فقد ارتفعت اصواتهم منذ البدء بالاستنكار والاحتجاج وهبت مصر بقيادة مصطفى كامل للمطالبة بحريتها ولفت انظار العالم الى فظائع الاستعمار البريطانى وشاء القدر ان لا يعيش مصطفى ليواصل جهاده فتنقلب حركته الاستقلالية الى ثورة جامحة، فمات فى سنة 1909 فى الرابعة والثلاثين من العمر!
ولكن الثورة ظلت كامنة فى النفوس حتى اقبلت سنة 1919، فانطلقت من عقالها، ووقفت مصر باسرها وقفة رجل واحد تقول للانجليز: " اخرجوا من بلادنا!" والقت مص الثائرة فى ذلك الوقت بمقاليد أمورها الى سعد زغلول. ويمكن القول الآن ان نار تلك الثورة لم تخمد منذ ان اندلعت السنتها فى سنة 1919.
يوليو 1952
=======
وثورة الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952 ليست غير نتيجة محتومة لثورات مصر خلال آلاف السنين، ضد الغاضب الاجنبى ، وضد الحاكم المستبد، وضد الظالم الفاسد.. ففى 23 يوليو 1952، قبض الجيش المصرى على زمام الأمور ليعيدها الى نصابها،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق