المواطن المصري والديموقراطية
==================
ما الذي اكتشفه المواطن المصرى حين قرر أن يشترك في عملية التحول الديموقراطي
البداية لا تبدو بعيدة جداً.. خرج إلينا رجل عجوز هو نائب الرئيس السابق لكي يقول لنا أننا غير مؤهلين للديموقراطية.. ولم يشعر للحظة أنه بذلك يؤكد الفشل الذريع لرئيسه ونظامه الذي لم يستطع طوال ثلاثين عاماً أن يجعل شعبه مؤهلاً للديموقراطية.. ثم ها هو ذا يعلن فشله بكل وضوح لكي يقنع الناس بعدم تغيير النظام.. أي أنه يستخدم فشله في إقناع الناس باستمراره.. "شفتوا مسخرة أكتر من كده !".. أشك
قالوا لنا بعد ذلك أننا سنتجاوز كلمات هذا الرجل العجوز وسنتحول إلى الديموقراطية.. قال أكثرهم حكمة أننا بالفعل غير مؤهلين للديموقراطية ولكن السبيل الوحيد لكي نتأهل لها هو أن نمارس الديموقراطية وأمرنا لله , و على فكرة للأسف معظم الشعب المصرى لا يعرف اصلا معنى الديموقراطية حتى يمارسها , عامة مش مشكلة , نتعلم .
وبالفعل بدأت أول تجاربنا الديموقراطية بمباراة ودية بين الثوار و الاسلاميين مع استفتاء دستوري بسيط.. قالوا للناس أن تقول نعم حتى تحافظ على المادة الثانية من الدستور رغم أن التعديلات كانت خاصة بمواد أخرى.. وبالفعل قالت الصناديق للدين نعم لأن المصرى حتى مع الديموقراطية قد ربطها الاسلاميين بشرع الله .. ولأنها كانت مباراة ودية فقد تجاهل المسئولون نتيجتها جزئياً وأصدروا إعلاناً دستورياً كاملا .. هل لاحظتم أن التجربة فعلاأثبتت أننا غير مؤهلين للديموقراطية ؟ و ان طالما يوجد الفقر و الجهل لهم اصوات محسوبة بنسبة عالية و نضيف عليهم تجار الدين , نكتشف اننا لا علاقة لنا بالديموقراطية ؟ هل اكتشفتم كل هذا ؟ .. أتمنى ذلك
ومرت الأيام والشهور وانتخبنا في البرلمان التيار الإسلامي لأنهم قوم يتقون الله حق تقاته.. وحصل الفلول على نسبة لا بأس بها ممثلة في حزب الوفد ولكننا تجاهلنا هذه الحقيقة لكي نؤكد أن الشعب المصري واع وليس بحاجة لقوانين عزل أو غدر أو ما شابه.. قلنا لأنفسنا - ونحن نرى أن التصويت كان أبعد ما يكون عن الموضوعية - أننا نجحنا في الاختبار.. ولم نفكر كيف إذن يكون الفشل.. ولم نشغل بالنا كثيراً بأن السحر قد ينقلب على الساحر.. لم يهتموا بأن الناخب الذي يصدقني عندما أخدعه سيكون من السهل جداً أن يصدق غيري عندما يخدعه.. كانوا سعداء بأننا جهلاء ما دمنا ننتخبهم , مش فارقة معاهم المهم الكراسى .
تفتكروا اتعلمنا ؟ اكيد لأ
ثم وصلنا إلى مرحلة الحسم.. سوف ننتخب الرئيس في تتويج لمسيرة التحول الديموقراطي الرائعة.. كيف توقعتم النتيجة بعد كل هذا ؟
اكيد طبعا النتيجة من قبل ما نعرفها كانت معروفة بفعل التحول الديموقراطى , و نجح فى الانتخابات المرشح الاسلامى برضه محمد مرسى .
لا تحكموا علينا بالفشل بسبب اختيارنا مهما كان.. لا تقولوا هؤلاء الحمقى كيف كان خداعهم سهلاً بهذه الطريقة.. إننا بالفعل غير مؤهلين للديموقراطية وهذا أوجه سبب للقيام بالثورة وتغيير النظام الفاشل وليس العودة إليه.. أعرف أن مدرسي التاريخ علمونا أننا أخطأنا الاختيار.. أفهم أسبابهم عندما قالوا لكِ أننا لم ننتبه إلى أن ما نعيشه ليس إلا محاكاة للديموقراطية وليس عملية حقيقية.. ربما قالوا لنا أنه في ظل فرص غير متكافئة وسلطة غير محايدة كيف تكون الديموقراطية
صدقوني نحن الآن نسخر من أجدادنا عندما صدقوا أن انقلاب يوليو سيأتي لهم بالحرية والكرامة.. نلوم آباءنا لأنهم لم ينتبهوا إلى خداع الصهاينة في النكسة.. ونشعر بمنتهى الاحتقار تجاه الخلفاء العباسيين الذين أضاعوا الأندلس.. أنتم لا تفهمون أنه كان لابد أن نخطئ اليوم حتى يتعلم اولادنا غدا
ربما تطور الاعلام حتى أصبحنا نرى فيديوهات عكاشة ويأتي السؤال صعباً غامضاً "علل: تصديق المصريين لكلام شخص كهذا."
لا أملك إجابة سوى أننا لسنا مؤهلين للديموقراطية.. لابد أن نخطئ.. ونخسر.. ونفشل.. حتى نصدق ونتعلم وننجح.. المهم أننا لم نيأس.. قاومنا وحاربنا وناضلنا.. ولهذا فقد وصلنا لما نحن فيه الآن
==================
ما الذي اكتشفه المواطن المصرى حين قرر أن يشترك في عملية التحول الديموقراطي
البداية لا تبدو بعيدة جداً.. خرج إلينا رجل عجوز هو نائب الرئيس السابق لكي يقول لنا أننا غير مؤهلين للديموقراطية.. ولم يشعر للحظة أنه بذلك يؤكد الفشل الذريع لرئيسه ونظامه الذي لم يستطع طوال ثلاثين عاماً أن يجعل شعبه مؤهلاً للديموقراطية.. ثم ها هو ذا يعلن فشله بكل وضوح لكي يقنع الناس بعدم تغيير النظام.. أي أنه يستخدم فشله في إقناع الناس باستمراره.. "شفتوا مسخرة أكتر من كده !".. أشك
قالوا لنا بعد ذلك أننا سنتجاوز كلمات هذا الرجل العجوز وسنتحول إلى الديموقراطية.. قال أكثرهم حكمة أننا بالفعل غير مؤهلين للديموقراطية ولكن السبيل الوحيد لكي نتأهل لها هو أن نمارس الديموقراطية وأمرنا لله , و على فكرة للأسف معظم الشعب المصرى لا يعرف اصلا معنى الديموقراطية حتى يمارسها , عامة مش مشكلة , نتعلم .
وبالفعل بدأت أول تجاربنا الديموقراطية بمباراة ودية بين الثوار و الاسلاميين مع استفتاء دستوري بسيط.. قالوا للناس أن تقول نعم حتى تحافظ على المادة الثانية من الدستور رغم أن التعديلات كانت خاصة بمواد أخرى.. وبالفعل قالت الصناديق للدين نعم لأن المصرى حتى مع الديموقراطية قد ربطها الاسلاميين بشرع الله .. ولأنها كانت مباراة ودية فقد تجاهل المسئولون نتيجتها جزئياً وأصدروا إعلاناً دستورياً كاملا .. هل لاحظتم أن التجربة فعلاأثبتت أننا غير مؤهلين للديموقراطية ؟ و ان طالما يوجد الفقر و الجهل لهم اصوات محسوبة بنسبة عالية و نضيف عليهم تجار الدين , نكتشف اننا لا علاقة لنا بالديموقراطية ؟ هل اكتشفتم كل هذا ؟ .. أتمنى ذلك
ومرت الأيام والشهور وانتخبنا في البرلمان التيار الإسلامي لأنهم قوم يتقون الله حق تقاته.. وحصل الفلول على نسبة لا بأس بها ممثلة في حزب الوفد ولكننا تجاهلنا هذه الحقيقة لكي نؤكد أن الشعب المصري واع وليس بحاجة لقوانين عزل أو غدر أو ما شابه.. قلنا لأنفسنا - ونحن نرى أن التصويت كان أبعد ما يكون عن الموضوعية - أننا نجحنا في الاختبار.. ولم نفكر كيف إذن يكون الفشل.. ولم نشغل بالنا كثيراً بأن السحر قد ينقلب على الساحر.. لم يهتموا بأن الناخب الذي يصدقني عندما أخدعه سيكون من السهل جداً أن يصدق غيري عندما يخدعه.. كانوا سعداء بأننا جهلاء ما دمنا ننتخبهم , مش فارقة معاهم المهم الكراسى .
تفتكروا اتعلمنا ؟ اكيد لأ
ثم وصلنا إلى مرحلة الحسم.. سوف ننتخب الرئيس في تتويج لمسيرة التحول الديموقراطي الرائعة.. كيف توقعتم النتيجة بعد كل هذا ؟
اكيد طبعا النتيجة من قبل ما نعرفها كانت معروفة بفعل التحول الديموقراطى , و نجح فى الانتخابات المرشح الاسلامى برضه محمد مرسى .
لا تحكموا علينا بالفشل بسبب اختيارنا مهما كان.. لا تقولوا هؤلاء الحمقى كيف كان خداعهم سهلاً بهذه الطريقة.. إننا بالفعل غير مؤهلين للديموقراطية وهذا أوجه سبب للقيام بالثورة وتغيير النظام الفاشل وليس العودة إليه.. أعرف أن مدرسي التاريخ علمونا أننا أخطأنا الاختيار.. أفهم أسبابهم عندما قالوا لكِ أننا لم ننتبه إلى أن ما نعيشه ليس إلا محاكاة للديموقراطية وليس عملية حقيقية.. ربما قالوا لنا أنه في ظل فرص غير متكافئة وسلطة غير محايدة كيف تكون الديموقراطية
صدقوني نحن الآن نسخر من أجدادنا عندما صدقوا أن انقلاب يوليو سيأتي لهم بالحرية والكرامة.. نلوم آباءنا لأنهم لم ينتبهوا إلى خداع الصهاينة في النكسة.. ونشعر بمنتهى الاحتقار تجاه الخلفاء العباسيين الذين أضاعوا الأندلس.. أنتم لا تفهمون أنه كان لابد أن نخطئ اليوم حتى يتعلم اولادنا غدا
ربما تطور الاعلام حتى أصبحنا نرى فيديوهات عكاشة ويأتي السؤال صعباً غامضاً "علل: تصديق المصريين لكلام شخص كهذا."
لا أملك إجابة سوى أننا لسنا مؤهلين للديموقراطية.. لابد أن نخطئ.. ونخسر.. ونفشل.. حتى نصدق ونتعلم وننجح.. المهم أننا لم نيأس.. قاومنا وحاربنا وناضلنا.. ولهذا فقد وصلنا لما نحن فيه الآن